خصنا المكتب التنفيذي للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الهادي بن جمعة في أعقاب الجلسة التي جمعت بمقرّ الولاية أعضاء المكتب التنفيذي بالرئيس المؤقت د. محمد المنصف المرزوقي خلال زيارته الجمعة المنصرم بتصريح ذكر فيه أن الرئيس المرزوقي شدّد «على أن الاتحاد العام التونسي للشغل يبقى شريكا استراتيجيا وحيويا في تحقيق الأمن الاجتماعي والتنمية العادلة معتبرا أن لا تعامل في هذا السياق «إلا مع الاتحاد».
نفي النفي
الهادي بن جمعة وفي اتصال بمندوبي «الصباح» نفى موقف الرئاسة الوارد على لسان الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية عدنان منصر والذي أكّد في اتصال بـ»الصباح» أنّ «الرئيس لم يصرّح بذلك مطلقا» وأكد ما سبق أن صرّح به معتبرا أن ما قاله رئيس الجمهورية هو اعتراف بالحجم التاريخي والنضالي والقانوني والجماهيري لأعرق المنظمات النقابية وأولاها شرعية كما رأى بن جمعة أنه لا داعي لهذا النفي طالما أنه ورد على لسان الرئيس محمد منصف المرزوقي من جهة ومستشاره الخاص الذي حضر الجلسة ليتدخّل مثنيا على المنظمة النقابية بوصفه نقابيا سابقا ويدرك القيمة التاريخية والشرعية للاتحاد العام التونسي للشغل وان لا خلاف في ذلك طالما أن الجلسة كانت على قدر كبير من الاحترام والودّ المتبادل حيث تمكن فيه ممثلو الشغيلة بالجهة من تقديم تصورات الاتحاد في معالجة قضايا الساعة التي لا بدّ للحكومة التأسيسية أن تأخذها بعين الاعتبار وخاصة المطلب الثوري في استحقاق التشغيل الذي لا يجب أن ينسينا الحقوق العمّالية وهو ما «لمسنا صداه» (والتعبير لبن جمعة) في خطاب رئيس الحكومة حمادي الجبالي. لذلك فإن تصريح المرزوقي ومستشاره هو اعتراف بالمعايير التفاوضية الدولية والتشريعات الوطنية، ونحن وإن تلقينا هذه التصريحات بعين الارتياح فإن التراجع عنها أو نفيها لن يحجب قيمة الاتحاد مشروعية ونضالا، ونعبّر عن استغرابنا من ازدواجية الخطاب التي خلنا أن الثورة قطعت معها خاصة ونحن لم نشاهد الناطق الرسمي باسم رئيس الجمهورية حاضرا لا في الجلسة ولا خلال الزيارة.
لا مزايدة على الاتحاد
محمد شعبان الكاتب العام للاتحاد الجهوي للشغل بصفاقس الذي ترأس وفد المنظمة الشغيلة في الجلسة التي ضمّت المرزوقي ومرافقيه، وفي تعقيب منه أكّد لمندوبي «الصباح» أنه «لا داعي للتهويل من صيغة النفي التي صرّح بها عدنان منصر الناطق الرسمي باسم رئاسة الجمهورية وأن الأمر لا يعدو أن يكون سوى تخفيف من لهجة ما صرّح به المرزوقي لحسابات سياسية لا شأن للاتحاد بها طالما أن الاتحاد يبقى الشريك القانوني والشرعي في المفاوضات الاجتماعية حسب مقتضيات مجلة الشغل في فصلها 38 وغيره من الاتفاقيات الدولية في هذا الصدد وأن الجلسة لم تكن للتباحث حول شرعية الاتحاد من عدمها لأن هذا مفروغ منه ولا جدال فيه وأن السياق التي وردت فيه تصريحات الدكتور المرزوقي ارتبطت بما أثرناه من قضية التعددية النقابية بصيغتها الحالية والتي لا تخدم مصلحة المؤسسة ولا العمال ولا البلاد خاصة وأن بعض الأطراف في الحكومة عملت على اختراق القانون والتدخل لفائدة جهات لا قيمة تفاوضية لها قانونا وواقعا وهو ما عبّرنا عنه بانشغالنا حول المحاولات الفاشلة لاستهداف منظمتنا العتيدة والحكومة مطالبة في هذا الصدد بتوضيح موقفها من تلك المحاولات اليائسة التي تستهدف الاتحاد هياكل وقواعد». «على ان الاتحاد الجهوي ركّز رسالته إلى المرزوقي على المشاغل التنموية للبلاد والاستحقاقات الاجتماعية للشغيلة في ظل هذه المرحلة الدقيقة التي تمرّ بها البلاد من تاريخ الثورة المجيدة والتي لم يتحقق من مطالبها سوى الحرية ونحن نخشى أن يطول أمد انتظار تحقيق بقية الأهداف في ظل تفاقم الأزمات الاجتماعية مثل ارتفاع الأسعار المشط والتراجعات عن الالتزامات المقطوعة بمعالجة ما يعرف بالتشغيل الهش مثل العملة العرضيين والتشغيل عن طريق المناولة وغيرها من القضايا العالقة التي لا قِبل لأيّ تنظيم نقابي أن يُقدّم مقاربة شمولية تستند إلى دراسات ومؤشرات دقيقة على غرار ما يُقدّمه الاتحاد العام التونسي للشغل وليس بعد الثورة فقط بل منذ الحقبة الدكتاتورية والحكومة مطالبة أن تكون أكثر واقعية في معالجة مطلب الزيادة في الأجور لا باعتبار كلفته على الميزانية بل باعتبار مردوديته في تنشيط الحركة الانتاجية والاستهلاكية وحيوية الدورة الاقتصادية».
تعقيب الصباح
واجه الإعلاميون خلال زيارة رئيس الدولة إلى صفاقس عديد الصعوبات من ذلك:
أنهم اضطروا لاستقصاء الحقيقة واستجلاء وقائع زيارة المرزوقي إلى صفاقس إلى انتزاع تصريحات لفحوى الجلسات التي جرت وراء أبواب موصدة وحجبت عنها التغطية الإعلامية وقد بلغ الأمر حدّ إقصاء بعض أعضاء المجلس التأسيسي عن جهة صفاقس الذين عبّروا عن امتعاضهم الشديد من ذلك الاستثناء لإبلاغ صوت المواطن الذي انتخبهم لمثل هذه المهمات وغيرها مما دعا بعضهم إلى مقاطعتها والانسحاب لولا التدخل الشخصي من الرئيس المرزوقي والذي نفى علمه بذلك الإقصاء حسب تصريحات بعضهم لـ«الصباح».