كان المشهد سرياليا حقا، ففي قلب قصر قرطاج ارتفعت الأصوات وعلا الهرج والمرج، وكاد الأمر أن يتحول إلى تشابك بالأيدي بعد أن وقع تبادل كلمات جارحة بين الأستاذة إيمان عميري خلال إلقائها لـ«محاضرة» قصيرة وبعض المدونين الذين وقع استدعاؤهم للحضور بقصر قرطاج بمناسبة اليوم الوطني لحرية الانترنات.
|
ولكن لماذا «سخن الجو» فجأة خلال الندوة التي التأمت مباشرة بعد تكريم عائلة المدون الشهيد زهير اليحياوي من قبل رئيس الجمهورية؟
خيبة أمل
يبدو أن تخلف رئيس الجمهورية عن حضور الندوة إثر إلقاء كلمته وتكريم عائلة زهير اليحياوي كان له دور في تشنج أعصاب بعض المدونين إثر إحساسهم بخيبة أمل نتيجة هذا الغياب وهم الذين كانوا يعتزمون عرض جملة من المشاكل عليه تتعلق كلها بالأنترنات واقتراح حلول لها.
ولما بدات ايمان عميري في القاء كلمتها وخرجت بعض الشيء عن الموضوع الاصلي لتتطرق الى "دونية" المرأة في عيون البعض حتى داخل العالم الافتراضي مثل ذلك الشرارة التي اشعلت نار الخلاف المذكور الذي سرعان ما تم تطويقه لتتواصل الندوة في كنف الهدوء.
العالم الافتراضي والمجتمع الحقيقي
ذكرت ايمان عميري ان النظرة الدونية للمرأة التي تعشش في رؤوس البعض تجد لها صدى في العالم الافتراضي أي عالم الانترنيت رغم دورها الاساسي في تقويض الدكتاتورية فعندما تقع مهاجمة مدونة فان النقد سرعان ما يتحول الى شتائم ذات طابع جنسي، اذ ان المراة هي من منظور ثقافة ما تبقى كائنا جنسيا لا غير، وتوقها الى الحرية والكرامة والمبادرة والمشاركة في الحياة العامة، لا يتم التعامل معه بايجابية بل على العكس اذ ان التحرر الفكري والنضالية يمكن ان يرى فيه البعض انحلالا وتفسخا واستشهدت ايمان بمثال الفة يوسف التي تعرضت الى اكبر سيل من الشتائم رغم ان مواقفها لا تبتعد كثيرا عن مواقف غيرها من المصلحين كالاستاذ الطالبي وغيره.
تجاذبات
وقد اضطرت ايمان عميري الى التوقف عن القاء مداخلتها مرارا جراء التجاذبات التي حدثت في القاعة اذ ان احد الحضور من المدونين عبر عن استنكاره من ان تتحول أي مناسبة مهما كان نوعها الى مجال لإلقاء التهم والى تقسيم المجتمع بين يمين ويسار او بين حداثيين و"متخلفين".
كما رأى آخر ان الفة يوسف القت خطبة امام ليلى بن علي ولذلك فلم يعد لها مكان في تونس ما بعد الثورة.
فرحة لم تكتمل
اما المدونة هناء الطرابلسي فقد اعتبرت ان فرحة الاحتفال باليوم العالمي للانترنات لم تكتمل باعتبار ان جلاد شهيد الانترنات زهير اليحياوي مازال طليقا وان من كانوا يمارسون الرقابة لم تلحقهم المساءلة بعد.
|
ندوة فكرية حول المدونين بقصر قرطاج:اختلافات وصلت الى التشابك بالايدي
بقلم ولد بلاد
لا ايمان لي بغير الله والوطن والحرية بلادي تونس وافتخر بها وبمجدها وتاريخها....عاشت تونس حرة مستقلة والموت للخونة

Libellés :
اخبار وطنية