أعلن وزير الصناعة التونسي محمد الأمين الشخاري أن وفدا من شركة قطر للبترول يودي زيارة إلى تونس بداية من الأحد 13 ايار/مايو 2012 قصد إتمام صفقة متعلقة بمصفاة بترول الصخيرة الواقعة في الجنوب الشرقي للبلاد.
ونقلت وكالة الأنباء الرسمية عن الشخاري قوله أن الصفقة التي تعد بداية لإطلاق مشاريع استثمارية قطرية في تونس تبلغ قيمتها 300 مليون دينار تونسي.
وتلقت الحكومة التونسية التي تقودها حركة النهضة الإسلامية وعودا قطرية بدعمها ماديا من أجل تجاوز حالة الاحتجاجات الاجتماعية التي تعصف بأغلب جهات البلاد بلغت حد إحراق مكاتب حركة النهضة تعبيرا عن غضب المواطنين من أداء الحكومة.
وقال الشخاري ان دراسة جدوى اقتصادية للمشروع قدرت الكلفة الاجمالية للمصفاة بأكثر من 3000 مليون دينار، مؤكدا ان زيارة الوفد القطري تهدف إلى وضع اللمسات الأخيرة للجانب الفني للمشروع نظرا للترفيع في طاقة إنتاج المصفاة من 120 ألف برميل يوميا إلى 250 ألف برميل في اليوم.
وكشف الوزير التونسي أن تونس "لم تقم بطلب عروض دولي لانتقاء المستثمر الذي سينفذ المشروع "كما هو متعارف عليه، بل تم إسناد المشروع لشركة قطر للبترول".
وسينطلق تنفيذ المشروع مع نهاية سنة 2012 على ان يدخل مرحل الإنتاج في أفق 2014 و20150.
وكانت قطر قد منحت تونس قرضا بقيمة مليار دولار خصص نصفه لدعم البنك المركزي التونسي وفق ما أعلنه المتحدث باسم رئاسة الجمهورية التونسية عدنان منصر.
كما تعهدت بتوظيف 20 ألف عامل تونسي في إطار التعاون الفني الثنائي.
وقال دبلوماسي عربي إن دولة قطر تراهن على نجاح حركة النهضة في الحكم لأنها تريد أن تدير الربيع العربي وفق "أجندة" تم ترتيبها بين ثالوث واشنطن ـ الدوحة ـ الإسلاميون.
وأضاف الدبلوماسي الذي فضل عدم الكشف عن هويته إن قطر ضخت "مالا سياسيا" على حركة النهضة قبل انتخابات 23 تشرين الأول/ اكتوبر 2011 وهي تدرس حاليا مع حكومة حمادي الجبالي الأمين العام للنهضة "الطرق المشروعة" لمزيد الترفيع في الضخ المالي عبر مشاريع استثمارية.
ونجحت الحكومة التونسية في نسج علاقات خاصة مع قطر التي زار أميرها تونس في 14 كانون الثاني/يناير الماضي في الذكرى الأولى للثورة التونسية.
وكان الرئيس التونسي منصف المرزوقي قام في 20 نيسان/ابريل بزيارة لقطر للمشاركة في الاجتماع الوزاري الثالث عشر لمؤتمر الأمم المتحدة حول التجارة والتنمية.
لكن الهدف الأساسي من مشاركة المرزوقي في هذا المؤتمر هو في الواقع من اجل "تشجيع الاستثمارات العربية والدولية في تونس".
وخلال الأشهر الأخيرة ارتفع عدد العاطلين عن العمل في تونس إلى أكثر من 700 ألف فيما ارتفعت نسبة المواطنين الذين يعيشون بأقل من دولارين يوميا إلى 24.7%.
بقلم ولد بلاد
