Blogger Widgets

News Update :

عمر ابن الخطاب في ضوء المدنية والديمقراطية







عمر ابن الخطاب شغل الناس من المسلمين و غير المسلمين بالامس واليوم وسيبقى يشغل الناس.
سمعت من بعض من يقول ان عمر ابن الخطاب كان خليفة الله في الارض وهذه احدى المغالطات التاريخية والدينية التي لن يسامحها عليها ابنائنا من بعض من يدعون انتمائهم للتيار الديني ذلك انه لما توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قرر الصحابة من الانصار والمهاجرين الا يتركو فراغا في السلطة فاختارو ان يعينوا احدا ياتمر باوامره المسلمون ويسوس امرهم و يحافض على جميع كلمتهم قبل ان يدفنوا رسول الله صلى الله عليه وسلم...وما قاموا به من مبايعة ابو بكر رضي الله عنه قبل دفن الرسول وهو الذي جرى و يجري به العمل في الدول المعاصرة والادلة على ذلك كثيرة مثل ما وقع مع في الولايات المتحدة بعد وفاة كندي
الصحابة الذين اختارو وبايعو ابا بكر اعتبروه خليفة لرسول الله وليس خليفة الله في الارض وجميع المسلمين والمسلمات يعترفون ويؤمنون بذلك فليس للحاكم سلطة الاهية على شعبه وبان الله وكل كل العباد لخلافته في الارض ليؤدوا فيها ادوار العمل والاصلاح و ليعمروها لان الله قال في قرانه الكريم...وهي من الايات التي اصبحت تقريبا لا تذكر "هو الذي جعلكم خلائف في الارض"
الاعراف 69
كما قال للملائكة في كتابه العزيز "اني جاعل في الارض خليفة"
البقرة30
ولذلك نقول الناس في الارض خلفاء وليسوا اصلاء...
ولما توفي ابو بكر رضي الله عنه بعد ان اوصى بالخلافة بعده لعمر ابن الخطاب تولى عمر المسؤولية وقال الصحابة:باي لقب نلقبه ...فهل نقول يا خليفة خليفة رسول الله فوجدوا الاسم طويلا وثقيلا ولذلك تخلوا عنه واسموه امير المؤمنين وامير المؤمنين ليس خليفة الله لا سياسيا ولا دينيا
هذا عمر ابن الخطاب تشهد له كتب التاريخ التي ارخت له بانه اول من وضع التنضيم الاداري بادخاله نضام الدواوين وقد اخذه عن الفرس ويوجه تبعا لحاجات الدولة والدواوين هي ما يقابلها اليوم النضام الاداري 
وعمر ابن الخطاب هو اول من وضع نضام الحسبة ليتولى المحتسب مراقبة المكييل والموازين ومقاومة الغش والتدليس في المبيعات والاسعار كما يراقب الكتاتيب وضرب العملة ولان دوره متعدد في القضاء فقد كان للتجسيد حق تسليط العقاب على المخالف وكم من مؤلفات الفت في الحسبة وتطورها و عمر اول من من عين امراة مسؤولة عن الحسبة في الاسواق وهي الشيماء 
ذلك ان عمر في حسه المدني  و تنضيمه للدولة الاسلامية تنضيما يلتقي مع فلسفة المدنية ومدنية الدولة التي هي دولة اليوم
واخذكم الى نضام الشوري وهو ما يترجم الى اليونانية بالديمونسكراتوس وبالاتينية الى الديموقراطية لنجد عمر ابن الخطاب رضي الله عنه وهو على فراش الموت يكتب صفحتين ذهبيتين الاولى انه رفض مبدا التوريث فمنذ ان اقترح عليه صحابي ان يوصي بالامارة الى ابنه عبد الله فرفض عمر المقترح وقال قولته الشهيرة "ا ماحمدتها لارغب فيها لاحد من اهل بيتي بحسب ال عمر ان يحاسب منهم رجل واحد "
اما الصفحة الثانية فانه بعث النواة الاولى للشورى والديموقراطية في تداول السلطة فقد اقترح على الصحابة رهطا راى فيهم الكفائة والقدرة وصفاء العقيدة ليتشاوروا في بينهم ويختارو واحدا منهم وهم علي ابن ابي طالب وعثمان ابن عفان وسعد ابن ابي وقاص وعبد الرحمان ابن عوف والزبير ابن العوام وطلحة ابن عبد الله وان يكون مع هؤلاء عبد الله ابن عمر بن الخطاب ليساعد على التشاور والانتخاب والاتفاق ولا يكون له من الامر شيئ 
هذا عمر ابن الخطاب الذي كانت له له اليد الاولى والطولى في تنضيم الدولة الاسلامية على اسس مدنية ديموقراطية ...قدرها الناس بين الامس واليوم ووجد الباحثون في تاريخه ثراءا فالفوا فيه كتبا وقصائد ومن ابلغ هذه القصائد التي توقفت امام صور من سيرة عمر ابن الخطاب "العمرية"التي صاغها بفن شلعر النيل حافض ابراهيم منها هذه الابيات 
يا رافعا راية الشورى وحارسها...جزاك ربك خيرا عن مجيبيها
لم يلهك النزع من تاييد دولتها...وللمنية الام تعانيها
فاعجب لقوة نفس ليس يصرفها ...طعم المنية مرا عن مراميها
راي الجماعة لا تشفى البلاد منه ...رغم الخلاف وراي الفرد يشقيها
اسال واريد ان افهم...
Share this Article on :
 

© Copyright Tunisie-Media 2010 -2011 | Design by chhobca | Published by liberta media | Powered by liberta.