ضمن احتفالات مملكة البحرين بالمنامة عاصمة للثقافة العربية تم أمس افتتاح الدورة السادسة عشرة لمعرض البحرين الدولي للكتاب 2012 بمشاركة عربية وعالمية واسعة.
وكانت تونس ضيف شرف هذه الدورة حيث افتتح وزير الثقافة التونسي السيد مهدي المبروك والشيخة مي بنت محمد آل خليفة وزيرة الثقافة البحرينية وعدد كبير من المثقفين البحرينيين ورجال المملكة والسفراء المعتدمين فيها هذا المعرض وتوقفوا طويلا عند الجناح المخصص لوزارة الثقافة التونسية قبل أن يطوفوا بكل أجنحة المعرض الذي تشارك فيه دور نشر من أغلب الدول العربية.
ويأتي اختيار تونس بأن تكون ضيف شرف هذه الدورة في سياق تنجز فيه تونس مهمة الانتقال مستهدية بالقيم الإنسانية وبموروثها الحضاري التليد والكلام هنا لوزير الثقافة السيد المهدي المبروك الذي يضيف: «لقد تعودت البحرين أن تحتفي في معرضها هذا مرة بدول مغاربية وأخرى خليجية أو من الشرق العربي واستثناء تم هذه السنة تكريم تونس وفي هذا اكثر من دلالة حيث انه يوجد وجه شبه كبير بيننا وبين البحرين فكما ان تونس لها تجربة متميزة في التحديث والحداثة استطاعت البحرين ان تكون هي ايضا احدى اهم جبهات التحديث في الوطن العربي وهذا يعني ايضا ان الشعوب العربية بإمكانها ان تقهر المسافة طالما لها مشاريع ثقافية جادة ومتشابهة وفي تكريمنا اليوم في البحرين بحث جاد عن التعاون الثقافي خاصة ان تونس تحتاج اليوم إلى كل أشقائها وأصدقائها كما ان فيه تأكيدا على التقارب الذي يجمع مثقفي البلدين والذي انطلق منذ عقود ونرجو ان تعمق هذه الاستضافة التبادل الثقافي بين الشقيقين البحرين وتونس».
تبادل ثقافي وتعاون
وفي تصريح خاص بـ«الصياح» قالت الشيخة مي بنت محمد آل خليفة ان اختيارهم لتونس كضيف شرف هذه الدورة يتنزل في اطار التعاون والمحبة والتبادل الثقافي الذي تعود عليه البلدان على مدى سنوات طويلة حيث تمت استضافة عدد كبير من الشعراء والمفكرين والأدباء والناشرين التونسيين الى هذا المعرض وغيره من التظاهرات الثقافية.و واصلت : « لم يكن عندنا ترتيب مسبق لاستضافة بلد آخر ولكننا اخترنا تونس التي استجابت وكانت النتائج جميلة والبرنامج حافل في مستوى المأمول وليس هذا بغريب عن تونس التي نعتز بها ونفخر .
كان المعرض يرتب كل عامين من قبل المؤسسات التجارية ومنذ أصبحت وزارة الثقافة تشرف عليه قررت ان تنهض به وتجعل له ضيوف شرف وقد عملنا على ان نستضيف الأسماء التي نعتز بها والتي تشاركنا القيم الإنسانية النبيلة».
ممثلون عن أغلب الفنون
يتكون الوفد التونسي من المفكرين الدكتور ابو يعرب المرزوقي الوزير المستشار لدى رئيس الحكومة المكلف بالثقافة والتربية الذي سيقدم محاضرة عن «شروط وحدة الثقافة العربية» وأستاذ كرسي اليونسكو لعلم الأديان المقارن محمد الحداد وسيحاضر عن « الثقافة ومشعل التنوير» والأستاذ وليد سليمان ممثل اتحاد الناشرين التونسيين.
ومن الشعراء تمت دعوة محمد الخالدي وفاطمة بن محمود وبحري العرفاوي ومجدي بن عيسى ومن القصاصين والروائيين استاذ السرديات بالجامعة التونسية محمد آيت ميهوب والكاتبان محمد الجابلي والأسعد بن حسين .
خلال هذه التظاهرة سيتم تقديم ثلاثة أشرطة سينمائية هي ابو القاسم الشابي «شاعر الحرية والحب» لهاجر بن نصر و«تونس المدينة العتيقة» للمخرج محمود بن محمود والصحراء الحية لنضال شطا ويحاضر الناقدان والسينمائيان استاذ الصورة بالجامعة التونسية جلال بالسعد وأستاذ الادب والسينما بالجامعة التونسية احمد القاسمي . الفنون التشكيلية أيضا لم تغب عن هذا المحفل الدولي حيث يشارك استاذ الفنون الجميلة بالجامعة التونسية صالح عامري وعدد كبير من الفنانين بلوحاتهم ومن بينهم حبيب بيدة، ابراهيم الضحاك، وليد زواري، محمد العايب حبيب شبيل وعلي بلاغة و غيرهم..
وبالنسبة الى الموسيقى تم مساء امس تقديم عرض «وصلة « بقيادة المايسترو كمال الفرجاني وغناء شهرزاد هلال ورحاب الصغير بمشاركة العازفين انيس القليبي، سليم الجزيري، نوفل المانع، لطفي الرايس، هيثم الهاني ومحمد عبد القادر الحاج قاسم.
يضم معرض البحرين الدولي الخامس عشر للكتاب أحدث الإصدارات العربية والأجنبية لكبرى دور النشر العربية والدولية المعروفة - حوالي 300 دار نشر وقد برمجت له العديد من الفعاليات الثقافية المصاحبة كتدشين عشرة كتب لمؤلفين بحرينيين في جناح وزارة الثقافة، و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي و جناح الطفل وهو عبارة عن ورشة تصوير أو مرسم حر يشارك فيه خمسة أطفال من القارات الخمس.
<<
بقلم ولد بلاد
