المكان القاعة الرياضية المغطاة بالمنستير والزمان مساء أمس السبت, اللقاء الذي كان يفترض أن ينطلق على الثالثة والنصف تأخر الى الخامسة والنصف. ومع ذلك فان توافد الحضور من نساء ورجال وشباب من مختلف الاجيال لم يتوقف بل ان من بقوا خارج أسوار القاعة التي أعدت لاحتضان تظاهرة «نداء الوطن» بمسقط رأس الزعيم بورقيبة...
وبمشاركة عديد القوى السياسية والاحزاب اليسارية والحداثية بمشاركة الباجي قايد السبسي فاق عدد الذين كانوا بداخلها.راية تونس وحدها رفرفت عاليا خلال اللقاء والنشيد الوطني كان الاقوى والشعارات تنوعت «الفتنة اشد من القتل «اين وعودك يا حكومة لتونس المظلومة» «نحن وسطيون وخير الامور الوسط» «لا للفتن كلنا للوطن».
كعادته تحدث رئيس الحكومة السابق بلغة قريبة من مختلف القوى الشعبية بالقرآن الكريم بدأ كلامه وبالقرآن ختمه داعيا الحضور للاعتصام بحبل الله, غازل أهل المنتسير وتذكر معهم «يا سيد الاسياد» وذلك قبل أن يتحدث عن المشهد السياسي في البلاد والتحديات الكثيرة الماثلة فيه ,لم يقل قايد السبسي ما كان الكثيرون ينتظروه أزاح الستار عن جانب من المبادرة التي تشترك في اعدادها الاحزاب الوسطية والحداثية ولم يزح الستار عن جوانب أخرى وشدد على انه لكل مقام مقال وذكر بأن الثورة قادها شباب لم يكن مؤطرا ولم تكن للايديولوجيا لديه موقع ولم يكن لأي تأثيرات خارجية أيضا وقع لديه ,قال السبسي لقد كانت ثورة شعبية صادقة وأنه من واجب الجميع صيانتها.و قال رئيس الحكومة السابق «انه لا يمكن المرور من الاستبداد الى الحرية دون مواجهة الصعوبات واعتبر أن الانتخابات ليست سوى نصف الطريق وأن الغاية هي التوصل الى نظام ديموقراطي. وانتقد قايد السبسي أداء الحكومة وقال «بعد ثلاثة أشهر رأينا الحكومة غير متعجلة للوفاء بوعودها وتحدبد موعد للانتخابات ودعا قايد السبسي الى استفتاء شعبي في حال عدم التوافق حول الفصل الاول من الدستور وقال اذا وقع التوافق على الفصل الاول سيقع التوافق على بقية الفصول ويزول الغموض» واعتبر أن التمشي الديموقراطي مسؤولية الجميع». وقال ان المطلوب تعيين موعد للانتخابات وموافقة المجلس التأسيسي على قرار انتخابي جديد للمجلس التشريعي.و دعا قايد السبسي الى تهيئة الظروف الملائمة للتناوب على الحكم وليس الحكم الى ما لا نهاية. وكشف قايد السبسي ان موعد اليوم(امس) هو المرحلة الاولى من العمل السياسي بين عدد من الاحزاب الوطنية وقال ان المشاركة السياسية حق للجميع ولا مجال للاقصاء الا لمن كان مطلوبا للقضاء وشدد قايد السبسي على أن أفريل سيكون موعدا للكشف عن المرحلة الثانية من المبادرة للعمل السياسي حتى يكون المشهد متوازنا وقال أن هذا سيكون لفائدة من هم في الحكم حتى يدركوا أن هناك من يراقبهم وهو أيضا لفائدة الشعب حتى يدرك أن لديه البديل «و حدد قايد السبسي ثلاث شروط للعمل السياسي وهي الوسطية والحداثة وعدم الاقصاء. وقال المهم الثبات وعدم جر الناس الى متاهات نندم عليها ,و ختم قايد السبسي بالاعراب عن تفاؤله وأبدى تفهمه للمخاوف بين الناس قال هناك ضبابية كبرى في المجلس التأسيسي وحتى الان لم يحدث تقدم حول الدستور واعتبر أن الشريعة كلمة حق لا يراد لها حق وقال ان النهضة التزمت خلال الحملة الانتخابية بالفصل الاول من الدستور وشدد على أن الافضل هو التمسك بما تم الاتفاق بشأنه واذا لم يكن ذلك لا بد من الاستفتاء. وقال نأمل أن ارث الحكومة الراهنة لا يكون أثقل من حمل الحكومة السابقة...وذكر بأن الوحدة موجودة بين البورقيبيين واليوسفيين وأن رفاة صالح بن يوسف في ساحة الشهداء الى جانب المنجي سليم والباهي لدغم وغيرهم وقال هذه مسالة تجاوزتها الاحداث...
بقلم ولد بلاد
