بدت زيارة السيد الباجي قائد السبسي الوزير الاول السابق المفاجئة يوم الاثنين الماضي الى قطر وكأنها مكتسية لطابع السرية مما اثار عديد التساؤلات وفي محاولة منا لفهم منطلقات هذه الزيارة وخفاياها اتصلنا بالاستاذ محمد الازهر العكرمي الوزير السابق في حكومة قائد السبسي الذي افادنا انها تندرج في اطار حرص امارة قطر على التواصل مع كل مكونات المجتمع المدني والسياسي في بلادنا وعلى تبادل الاراء معها.
ففي ظل دكتاتورية العهد البائد كانت السلطة حريصة على ان تكون الوحيدة المخولة بالتحدث باسم تونس. محاولة اقصاء الجميع، واثر الثورة تغيرت المعطيات من النقيض الى النقيض ولذلك فمن الطبيعي ان مختلف اصدقاء تونس واشقاءها يعنيهم سماع رأي جميع الاطراف، خصوصا وان السيد الباجي قائد السبسي ليس نكرة، فقد سبق له ان تقلد منصب وزير خارجية تونس كما انه انجز اثر الثورة مهمة هامة جدا، اذ نجح في تأمين انتخابات حرة نزيهة تم اثرها تسليم السلطة بشكل حضاري، وهو اليوم صاحب مبادرة سياسية، لئن لم تكن حزبا فهي جهة سياسية لها آراء وتوجهات.
ونظرا لكل هذه المعطيات فان هذه الزيارة ليست الا جزءا من عملية دفع الانتقال الديمقراطي نحو النجاح دون خصومة مع أحد او مضاربة مع أحد.
وأضاف أننا كلنا نعرف ان قطر لعبت دورا منذ سنة 1996 في الدفع في اتجاه التغيير في الدول العربية، بغض النظر عن تقييم هذا الدور، اذ انها بلد فاعل رغم صغر حجمها، والامر الثابت ان الباجي قائد السبسي لم يندد بأحد في الدوحة ولم يشهر بأحد اذ ان ثقافته السياسية تؤهله وهو خارج حدود تونس لان ينظر اليها كعائلة سياسية واحدة ذات مصلحة واحدة، ولان يعتبر مصلحة تونس اكبر من كل القوى السياسية.
بقلم ولد بلاد
